لم تزل محاولات جماعة الإخوان مستمرةً، على قدمٍ وساق، لإفساد مسار الديمقراطية التي أعلنت عن نفسها بعد ثورتين، بذل فيهما المصريون الكثير من دمائهم وأحلامهم، وبعد أن أدرك هذا الفصيل فشله المتكرر عبر محاولات التشويه والتخريب التي ينتهجها في مسيرات "الانقلاب المزعوم"، والتأليب البائس على الجيش والشرطة الوطنيين، تظهرُ على السطح ألاعيبهم الدنيئة، بالتسلل إلى عقول النشء من الأجيال التي تتطلع إلى مستقبلٍ كريم، في وطن حر.
مافيا مدارس الإخوان
في منهجٍ متشعبِ ومدمر، كان غريباً جداً ومؤسفًا أن يُدرس هذا المنهج للأطفال في بعض المدارس المصرية ، وكأن تلك المدارس تعيش في دولة أخرى غير مصر، حيث لم تتخذ إداراتها أي إجراءات لمنع تدريس تلك المناهج التي تسرد ضمن محتواها نضال حركة مثل "حماس" وتعدد بطولاتها في الاستشهاد، وتروي
نماذج للسمع والطاعة.
"كتاب الرشاد".. حماس وعناصرها
ننشر تفاصيل هذه المؤامرة التي تستهدفُ أبناء مصر في وعيهم، وتدق ناقوس الخطر، بالإشارة إلى كتاب "الرشاد" الذي يدرس بمدارس الإخوان، على مسمع ومرأى من جميع الجهات التنفيذية والإشرافية بمديرية
التربية والتعليم بأسيوط، الكتاب مكون من نسختين، ويشمل بعض سور القرآن الكريم وأحكام التجويد والعقيدة والحديث الشريف والأخلاق والآداب العامة والفقه. إلا أن بقية الكتاب تقوم بتخصيص باب كامل عن فلسطين والسيرة الذاتية لأشهر القادة، بحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، ومنهم الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، أحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وقائد الحركة في قطاع غزة قبل اغتياله عام 2004، والشهيد محمود أبو هنود، أحد أعضاء حركة عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وأحد أشهر مجندي الاستشهاديين بالضفة الغربية وقطاع غزة، واستشهد عام 2001، وهى من المواد الإجبارية التى تدرس داخل تلك المدارس فقط دون غيرها من المدارس الخاصة، وذلك طبقا لسياسة مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين.
مدارس الإخوان
يبلغ عدد مدارس الإخوان ٧ مدارس، وتعتبر مدارس دار حراء بأسيوط، أشهرها، وهى تابعة للجمعية الإسلامية للدعوة وتنمية المجتمع بأسيوط، وتشمل مدارس دار حراء الرئيسية من الحضانة إلى الثانوي للبنين فقط، أما مدارس البنات فتتمثل فى دار الأرقم والأقصى والأندلس، وهى موجودة بمدينة أسيوط ، ويمتاز الزى الموحد لها باللون الرمادي والأبيض، ليميزها عن باقي المدارس الخاصة والتجريبية بالمحافظة، ويزيد بها الاهتمام بالأنشطة الثقافية والدينية، ومتمثلة فى الندوات والمحاضرات وكان أشهرها ما تم فى ذكرى استشهاد أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومةالإسلامية "حماس"، والتي يعتبرونها أعظم الحركات الإسلامية الفلسطينية.
العاملون بالمدرسة بدءا من السُعاة إلى المديرة، يتم اختيارهم بعناية شديدة وبموافقة قيادات جماعة الإخوان المسلمين، ومجلس إدارة المدرسة وإدارتها، وتدير المدرسة حاليا "وفاء مشهور" القيادية بجماعة الإخوان، وعضو مجلس الشورى"المنحل " وابنة مصطفى مشهور، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين "المحظورة".
منذ أيام اقتحمت قوات الشرطة، مدرسة دار حراء، بحثًا عن قيادات جماعة الإخوان، أو أي أسلحة قد تكون مخبأة داخلها، لاشتباه المواطنين بعناصر يتسللون إليها، وكانت المدرس في سابق عهدها تنافس ببعض المراكز في الترتيب على مستوى الجمهورية، غير أنها خرجت عن سياق المنافسات تماماً، ولن تحصد أي ترتيب إبان حكم الرئيس السابق محمد مرسي، على عكس الأعوام السابقة، مما أثار دهشة الكثيرين من المتابعين للشأن التعليمي.
متابعات وزارة التعليم
من جانبه أكد فتحي داود، وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، أن الدورالرئيسي لمتابعة المناهج التعليمية في جميع المراحل الدراسية، يتم وفقالتعليمات وزارة التربية والتعليم، وقسم المناهج التعليمية، وتحت إشراف مباشر منالوزارة وليس لمديريات التربية والتعليم أي دور في رفض هذه المناهج.
وأشار وكيل الوزارة إلى أنه بناء على توجيهات اللواء إبراهيم حماد، محافظأسيوط، تم تشكيل لجنة من التعليم الخاص ولجنة من إدارة المتابعة الميدانيةلمتابعة تلك القضية بشكل يومي وما زالت تعمل.
من جانبه قال إبراهيم حماد، محافظ أسيوط ،إنه لا يمكن السماح بتدريس كتب ترتبط بفصائل أو انتماءات سياسية لتلاميذ المدراس، خاصة أن مثل هذه المناهج تبتعد تماما عن منهج التربية الدينية الإسلامية المعتمد، ومكان مثل هذه مثل الكتب المراكز البحثية السياسية، وليس مدارس الأطفال والتلاميذ فى مثل هذا السن .
وأوضح المحافظ أنه سيتم مراجعة وزارة التربية والتعليم فى هذا الصدد، لاتخاذ موقف موحد فى مواجهة هذه الممارسات التى تخرج عن إطار العملية التعليمية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق